بدا وانغ شو يتمعن هذه الرسمة على كتاب العزيف بإمعان و تدقيق ، و إدا به يرى إحدى مجسات هذا الرجل المرسوم تتحرك .
و بعدها حرك عينه و نضرت إلى وانغ شو .
لم يستغرب وانغ شو كثيرا. فبعد كل شي هذا كتاب سحري ، فمن الواضح أنه لن يكون مجرد كتاب يحكي عن مغامرات أو قصص ، ..توقع وانغ شو شيئ غامضا في هذا الكتاب ، و لذلك لم يستغرب كثيرا من رؤية تحرك الرسمة . حيث أنه كان يتوقع شيئا كهذا .
إبتسم الرجل المرسوم ، و بعدها ... خرجت الرسمة من كتاب العزيف و إنطلق مباشرة لجسد وانغ شو لاحتلاله .
لم تكن ردت فعل وانغ شو بطيئة أبدا ، فبمجرد رؤيته الرسمة متجهة نحوه ، لوح بسيفه إتجاهها ، لكن كيف يمكنه أن يقطع شيئا كرسمة ؟؟ ... لقد مر السيف عبرها كأنه لم يلمس هذه الرسمة أبدا .
ذخلت الرسمة جسد وانغ شو ، كما لو أن جسده باب مفتوح لها .
صرخ وانغ شو بتفاجأ :
"ماذا ،؟؟! هذا العجوز المرسوم قد دخل جسدي بالفعل ، ماذا علي أن أفعل أيها النظام ؟؟ "
دينغ ..{ لا تفعل شيئا يا سيدي }
رد وانغ شو :
" لا أفعل شيئا ؟؟ و هل أنتضر موتي بسلام بدون المقاومة حتى ؟ "
دينغ ..{ لا تقلق سيدي ، لن يستطيع فعل أي شيء لك ...}
فجأة خرج من جسد وانغ شو تلك الرسمة للرجل العربي هناك ، و بدا على ملامحه إرهاق و تفاجأ شديدان ، و قال بصوت متقطع :
" اللعنة ... لقد فشلت في إستحواد الجسد ...ألن أستطيع تخليص نفسي من جحيم العزيف ؟ "
صدر صوت وانغ شو مخاطبا تلك الرسمة :
" أيها العجوز ، إشرح لي سبب كونك في ذلك الكتاب "
رد العجوز المرسوم بصوت مرتعب ، كما لو أنه لا يريد ٱغضاب وانغ شو :
" ساخبرك بكل شي تريد معرفته ... لكن أريدك أن تعدني بأن تحصل لي على جسد شيطان لاستحوده "
رد وانغ شو :
" لا تقلق أيها العجوز ،هذا المكان مليئ بالشياطين ، يمكنني أن أعطيك جسد ملك الشياطين حتى .."
رد العجوز بسخرية :
", أنا لا أتحدث عن هذه الكائنات المنخفضة ... اللتي لا تستحق حتى أن تسمي نفسها بشياطين "
رد وانغ شو باهتمام :
"إذا عن أي كائنات تتحدث؟؟؟ "
قال العجوز بصوت خافت كأنه خائف من أن يسمعه أحد :
"إنهم الجن ... أبشع مخلوقات العالم ! "
بدت على وانغ شو ملامح ٱهتمام شديد ، كائنات يسميها هذا العجوز بالابشع في العالم ، جعلت وانغ شو مهتما حقا ، وقال :
" أنا مهتم بهذا أيها العجوز ... فلتخبرني عنهم "
رد العجوز بصوت خائف و هو يتدكر ما حدث له في الماضي :
"انا حقا لا أريد التحدث عنه ..... لكني مضطر لذلك بما أن حياتي بين يديك ... لأشرح لك ماهية الجن .. علينا العودة لقصتي مند زمن بعيد .. :
إسمي هو " الحزرد" أنا شاعر عربي ولدت في مكان يسمى آيلان ، و هذه الاماكن ليست في مجموعة العوالم رقم 11 اللتي نحن فيها الان ، بل هي من مجموعة العوالم رقم 13 ...
على اي حال ، في صغري ، إعتقدت أن عالمي الخالي من السحر و القوة الخارقة ، هو عالم سكنته مخلوقات متطورة قبل ان يسكنه البشر ، لذلك شرعت في البحث عن هذه الكائنات في كل مكان بعد أن إستحقرني أهل قبيلتي و نعتوني بالمجنون بسبب معتقداتي حول وجود هذه الكائنات .
تجولت في كثير من الدول في عالمي ، و ذلك للبحث عن الكائنات المتطورة لكنني لم أجد شيئا ،. لذلك قررت البحث في صحراء "الربع الخالي " ، و هذه الصحراء و حدها تشغل اربع دول في عالمي ...
خلال 10 سنين كنت قد وصلت بالفعل إلى مرادي .. فقد إلتقيت كائنات لم يراها أي بشري ، و تعلمت منهم لغتهم و كذلك سحرهم و قوتهم ... وحاولت توثيق كل ما رايته لأثبث لقبيلتي في اليمن أنني لم اكن العربي المجنون كما كانوا ينعتونني .
لكن في الحقيقة ... كان أول جن إلتقيته ، و هو جني يسمي نفسه " أبيض" باعطائي كتابا صفحاته فارغة ، و أعطاني قلما مصنوعا بطاقته ، و أخبرني أن كل شيطان أرسمه في الكتاب ، سيحبس فيه و لن يخرج إلا بأمر مني .
لذلك ... اعماني الغرور و رسمت كل جني رأيته ، و ذلك بعد أن تضاهرت بانني فقط أريد التعلم منهم ، و بالفعل لم يكتشف أي جن أنني رسمته لاستعبده ، و بعد 10 سنوات كنت قد رسمت كل الشياطين في صحراء الربع الخالي .
و بعدها إستخدمت قوة الكتاب لسحبهم داخله ، و إستعمال قوتهم في إعطائي الخلود و الامنيات و التنقيب عن مكان الكنوز .
بعد ذلك ، وجدت أنني لم يعد لدي ما أفعله في الصحراء ، لذلك قررت العودة لموطني في اليمن لأثبت لقبيلتي أنني لست مجنونا ، لكن إذا أخبرتهم أنني حجزت الجن في الكتاب ،. فستحاول جميع الدول أخد الكتاب مني ، لذلك صنعت 100 نسخة من الكتاب ، لكن هذه النسخ لم تكن مثل الكتاب الاصلي اللذي حصلت عليه من " أبيض " . بل كانت مجرد كتب عادية تحتوي صفحاته على أشكال الشياطين و أنواعها و كذلك قوتها و كيفية التواصل معها باستخدام الطلاسم اللذي علموني إياها ، و كذلك لغتهم و تقاليدهم .
وعندما عدت لموطني ، أضهرت لهم هذه النسخ و سميت كتابي بإسم " العزيف " ، و أخبرتهم أن هذا هو نتيجة بحثي عن المخلوقات اللتي سكنت الأرض قبلنا ، ... هناك من صدقني ، و هناك من كذبني .. و هناك من أثارت كتبي إهتمامه .. و هناك من إعتبرها قصص رعب مثيرة ...
على أي حال ، إشتهر إسمي في كل العالم ، و إنتشرت تلك النسخ في كل بقاع العالم و ترجمت إلى عديد من اللغات .
و في إحدى الايام و أنا جالس في قبيلتي أحكي لتجمع من الناس عن بعض مغامراتي في الصحراء .... ضهر " أبيض " من الا مكان ، و لكن هذه المرة لم يأتي لإعطائي شيئا ، بل ... لقتلي ..و بالطبع لم اكن لأسمح لنفسي بالموت بهذه السرعة بعد أن حصلت على الخلود و الثروة ، لذلك قاومت " أبيض " وقاتلته بكل ما لدي من سحر أسود و شياطين في كتاب العزيف ، حيث إستدعيت أكثر 10 شياطين أثق فيهم ، و قاتلناه معا ، ... لكن النهاية كانت مؤسفة ، حيث أنني قطعت لأشلاء صغيرة ، ثم مد "أبيض " يده و أمسك كتاب العزيف الأصلي ، و القلم اللذي يحبس أي شيء يرسمه ، ثم رسمني في الصفحة الأولى اللتي تركتها فارغة ، ... جمع أبيض أشلائي المتناثرة على الأرض و حملها ثم إختفى بنفس الطريقة اللتي ضهر بها ، و ذلك أمام كل سكان قبيلتي ...
في النهاية ، عندما حبست في هذا الكتاب و علمت أني سأقضي حياتي كرسمة لعينة في كتاب حزنت كثيرا ... لكني في نفس الوقت كنت سعيدا لان قبيلتي رأت شيطانا يقتلني ... و هذا سيثبت لهم أني لم أكن مجنونا ."
و عندما أكمل الحزرد كلامه حول ماضيه ، صدر صوت وانغ شو وهو ينفجر ضحكا ، مما جعل الحزرد منزعجا ، لكنه لم يستطع فعل أي شيء ، ثم قال :
"هل يمكنك إطلاعي على ما أضحكك في قصتي "
رد وانغ شو بسخرية :
" ما أضحكني حقا هو سبب تركك للصفحة الأولى من الكتاب فارغة "
رد الحزرد بحسرة :
" معك حق ... إنه حقا سبب غبي يجعلني أضحك شخصيا بالرغم من أنني من فكر في ذاك السبب "
رد وانغ شو :
"إذا هل تركت تلك الصفحة فارغة لتحبس " أبيض " فيها ؟؟ أنت غبي حقا ... و غرورك لا نهاية له ... تريد حبس شخص في فخ هو من صنعه ! "
رد الحزرد في عجلة من أمره :
" إذا ما رأيك ؟ ... هل ستحضر لي جسد شيطان حقيقي مستقبلا ؟ ... إذا وعدتني بذلك ، أقسم على أن أتبعك و أعلمك كل ما علمتني إياه الشياطين و الجن ، و كذلك سأساعدك في ٱستحظار الشياطين المحبوسة في الكتاب ،"
رد وانغ شو :
" حسنا ... لكن كم شيطان يمكنني إستحضاره ؟ "
رد الحزرد :
"في الحقيقة هناك ألف شيطان في الكتاب ، أضعفهم يمكن ان يعتبر انه شيطان قوي في مجموعة العوالم رقم 11 ، يمكنك إخراجهم بعد أن يعترفوا بك كسيد لهم ، أو عندما تستعيد القلم السحري اللذي حبسهم و تستعمله في التحكم بهم كلهم غصبا عنهم ، لكن هذا القلم حاليا عند "أبيض" ... بمعنى أنه لا يمكنك إستعمال كل مميزات الكتاب بدون داك القلم ... و للعلم ، هناك عشرة شياطين إعترفوا بي كسيدهم الابدي ، بما أن حياتي ستكون ملكك في المستقبل ، فسآمرهم باعتبارك سيدهم الوحيد "
قال وانغ شو في نفسه بحماس :
" 1000 شيطان قوي ! ... عندما أستطيع إستدعائهم جميعا ، ساتمكن حينها من إمتلاك جيش قوي يستطيع مقاتلة العوالم ....كنت أنوي العودة لإنقاد كاغا و إكيليوس ... لكن يبدوا و كانني لا أحتاجهم بعد الأن "
~~~•~~~~•~~~~•~~~~~~
إدا لاحضت أي خطأ في الفصل فيرجى إخباري في التعليقات لأصححه 🥀
أعطوني رأيكم في الفصل 🌛
وشكرا 🤍